بينما يستمر تزايد الطلب على «أوزيمبيك»، وهو علاج عن طريق الحقن لمرض السكري أصبح مرغوباً كتقليل الوزن، بدأ الناس يتبادلون منشورات من خلال تطبيق «تيك توك» حول البدائل.

البعض يتكلم بحماس عن عقاقير أخرى لعلاج السكري، مثل «مونجارو»، البعض يروج لتركيبات صيدلانية شاملة للأوزيمبيك. والبعض يروج لما يقولون، إنه بديل أرخص، متاح بشكل واسع ح في الصيدليات ومن خلال «الإنترنت»: «ناتشورز أوزيمبيك»، والمشهور باسم «بربارين»، وهو مركب كيميائي مستخلص من أعشاب طبيعية تباع كمكملات غذائية في شكل كبسولات مملوءة بمسحوق يميل إلى اللون الأصفر. هذا المركب يستخدم في آسيا منذ ألفي عام، على الأقل، كما استخدمه الأطباء، منذ فترة طويلة، لعلاج الإسهال ولعلاج مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي. ومؤخراً، ينظر الباحثون إلى «البربارين» كعلاج محتمل لعلاج حالات، مثل ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين.

و«بربارين» مختلف إلى حد كبير عن مادة السيماجلوتيد، المادة الفعالة في عقار أوزيمبيك. وبينما يرى الخبراء أن لـ«بربارين» تأثيرات مؤكدة على الجسم مرتبطة بالتمثيل الغذائي، إلا أن مسألة ما إذا كان يؤدي حقيقة إلى تقليل الوزن لا تزال غير واضحة. أشارت بعض الدراسات المحدودة إلى أن «بربارين» قد يكون له دور في تقليل الوزن، لكن لا توجد بيانات عالية الجودة من التجارب السريرية الواسعة. تشير «مليندا رينج»، اختصاصية الطب التكاملي في كلية طب نورث وسترن إلى أن الضجيج عبر «الإنترنت» بخصوص آثار «البربارين» في تقليل الوزن مبالغ فيها بشدة.

وفي حين ترى أن المركب «جيد بشكل عام، وأن هناك بعض الأدلة الجيدة التي تدعم ذلك»، لكنها حذرت من الاعتقاد بأن وزن الشخص سيقل حال تناوله. هناك قدر هائل من البحوث على مدى العشرين عاماً الماضية - بعضها في شكل مزارع للكائنات الدقيقة، وبعضها أجري على فئران، وقليل جداً من التجارب المشجعة أجريت على البشر - يشير إلى أن «البربارين» يمكن أن يساعد على تقليل الكولسترول وينظم مستوى السكر في الدم.

واختبر الباحثون ما إذا كان هذا المركب مفيد لمرضى السكري، خصوصاً عندما يستخدم إلى جانب أدوية أخرى. «البربارين» له أيضاً خواص مضادة للميكروبات، مما يعني أنه قد يكون مفيداً في التخلص من البكتيريا الضارة في الأمعاء وتحسن التركيب العام للوسط الميكروبي للفرد حسبما ترى يوفانج لين، اختصاصية الطب التكاملي في كليفلاند كلينيك. وقد يكون لتلك الفوائد الإضافية دور في كيف يمكن أن يخفف «البربارين» من شكاوى الجهاز الهضمي. لكن فيما يتعلق بتقليل الوزن، فإن البحوث التي أجريت على «البربارين» أولية وغير مكتملة.

يشير كريج هوب، نائب مدير قسم في المركز الوطني في الصحة التكاملية إلى أن التجارب التي أجريت لتقييم تأثيره على إنقاص الوزن لدى البشر قليلة ولا توجد بينها تجربة قوية. ويرى أن الأمر قد يكون مقبولاً من الناحية الظاهرية إلى حد ما، مشيراً إلى أن بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات أشارت إلى أن المكمل الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تقليل الوزن، لكن الفارق كبير بين الدليل والتسويق، مضيفاً أن الفكرة مثيرة، لكن لا توجد تجارب سريرية كافية تدعمها.

وأشارت رينج إلى أن معظم الناس الذين يتناولون «البربارين» يرون أنه جيد، لكن ذلك يصاحبه بعض الآثار الجانبية الموثقة. يشير بيتر كوهين، أستاذ مساعد في كلية الطب في جامعة هارفارد يدرس المكملات الغذائية، إلى أن الذين يتناولون المكمل الغذائي عن طريق الفم قد يعانون من الغثيان والقيء، حتى لو كانت الجرعات عادية، وقد يعانون ارتفاع ضغط الدم ورعشة في اليدين والقدمين. وقالت لين، إن «البربارين» قد يكون أيضاً سبباً في حدوث تقلصات في الرحم لدى الحوامل. ورغم أن المكمل الغذائي ليس خطراً بالضرورة إلا أن كوهين يشعر بالقلق من احتمال أن تضيف الشركات المصنعة للمكمل الغذائي مكونات أخرى، كمنشط، الأمر الذي قد يتسبب في ضرر أكبر.

وأشار إلى أن المكملات الغذائية التي تقلل الوزن من بين المكملات الأكثر عرضة لأن تكون مغشوشة، ومن الممكن أن تكون ملوثة بمكونات محظورة. وتوضح بيانات المراكز الأميركية للرقابة على الأمراض والوقاية منها أن منتجات الأعشاب التي يجري تسويقها لتقليل الوزن من نوع المكملات التي تتسبب في كثير من الحالات إلى ذهاب الناس إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، فيما يبلغ المرضى غالباً من أعراض خطيرة، مثل خفقان القلب أو ألم في الصدر.

ويوضح أنه «إذا حاولت الشركة المصنعة أن تضيف إلى المكمل الغذائي شيئاً ما، مشروعاً أم غير مشروع، تؤدي إلى إنقاص الوزن بشكل ملحوظ، فإن ذلك يعني تعرض الشخص لخطر». المثير للقلق بشكل خاص هو كيفية تفاعل «البربارين» مع الأدوية الأخرى.

ويشير هوب إلى أن «البربارين» يكون هو «السبب المباشر»، مما يعني أنه عند تناول أدوية أخرى إلى جانب «البربارين»، فإن ذلك يعني فعلياً وجود تركيزات أعلى للأدوية في الدم. ويضيف أن تناول «البربرين» مع دواء، مثل «ميتفورمين» المستخدم في علاج النوع الثاني من السكري، فمن الممكن أن يكون خطيراً على وجه الخصوص لأن «الميتفورمين» قد يكون أقوى، وأن الجمع بينهما قد يؤدي إلى نقص السكر في الدم. وترى لين أن اعتقاد المرضى بأن المكملات الغذائية طبيعية ومفيدة يعرضهم بالفعل إلى مشكلات لا يدركونها.

*صحفية متخصصة في العلوم.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»